المحفظة الضائعة
كان والد عبدالرحمان تاجرا مشهورا , كثير المال وكان يعطيه كل يوم مصروفا كبيرا حتي يشتري مايريد أثناء تواجده في المدرسة .
وفي يوم من الأيام اخذ الأولاد الاستراحة بين الحصص الدراسية وذهبوا لشراء الطعام فذهب عبدالرحمان ليشتري افضل الأطعمة وأثناء عودته سمع طفلا ينادي عليه فقال في نفسه :إن هؤلاء الشحاتين يحقدون علي ويطمعون في مالي وانا أكرههم لأنهم لا يتوقفون عن طلب المال ولذلك لن أعطهم من مالي أبدا وإذا بهذا الطفل يمسك بيد عبد الرحمان فيغضب عبدالرحمان دظا ويدفعه بشدة وعنف ويقول له : ابعد عني أيها الشحات المتسول فلن أعيطك شيئا من فلوسي ابدا .
فإذ بالطفل يبكي بكاء شديدا ويقول له : أنا لست شحاتا ولا متسولا ‘ وإنما أريد أن أعطيك محفظة نقودك التي وقعت منك أثناء شرائك للطعام وضع عبدالرحمان يده في جيبه فلم يجد محفظته فشعر بالخجل والإحراج الشديد من الطفل واعتذر له وأخذ منه محفظته وشكره ثم قال الطفل لعبدرحمان : المال نعمة من نعم الله تحتاج إلي شكر حتي تبقي وتزيد وإنفاقها في وجه الخير هو طريقة لشكر الله علي نعمة المال التي رزقنا به .وإنفاق المال أيضا دليل الايمان عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "والصدقة برهان ". فاللإنسان يحب المال كثيرا فإذا أنفقه في سبيل الله كان هذا دليلا علي قوة إيمانه وتصديقه بثواب الآخرة .اقتنع عبدالرحمان بكلام هذا الطفل الأمين وقال له :أعدك من الآن أن اساعد أي محتاج وألا أرد سائلا أبدا حتي يزيد إيماني وأشكر نعمة ربي
العبرة من تلك القصة والاهداف التي يجب أن يفهما الطفل :
- التواضع وعدم التكبر علي أحد فلقد خلقنا الله سواسية لافرق بين أبيض أو أسود ولا عربي ولا أجنبي ولا بين غني ولا فقير فكلنا عند الله واحد فلذي يفرقنا هو التقوي و حب الخير والاكثار من الصدقة
- الأمانة وعدم أحذ مقابل علي فعل الخير : فيزر تلك الصفات داخل الطفل منذ الصغر
- شكر والحمدالله علي نعمته على الانسان والقناعة والرضا بالقليل
- التمهل وعدم التسرع في الحكم على الناس
- الانفاق في وجوه الخير و التصدق ولو بالقليل وعدم نهر السائل
- الصدقة سبب لزيادة المال وحفظه
الاسد والجمل
كان يامكان في سالف الزمان مايحلي الكلام الا بالصلاة علي النبي عليه الصلاة والسلام ..
كان هناك غابة بعيدة فيها حيوانات كثيرة وكان هناك أسد قوي البنية طيب القلب يحبه الجميع يعيش في وسط مملكته الهادئة سعيدا مرتاح البال مع جميع الحيوانات التي تحبه وتقدره وكان الأسد ثلاثة أصدقاء هم " الذئب والثعلب والغراب ‘وقد اتصفوا بالدهاء والحيلة وكانوا يتقربون الأسد ويتظاهرون بمحبته وكلما افترس غنيمة جديدة انتظروا حتى ينتهى من طعامه ثم أكلوا ما تبقى منه وإذا جلس الأسد في عرينه التفوا جميعا حوله وأحذوا يقصون عليه حكايات مسلية وفكاهات طريفة فحبهم الأسد وقربهم منه لأنهم كانوا يدخلون السرور علي قلبه وأصبح الأسد لا يقدر على فراق أصحابه الثلاثة ابدا وفي يوم من الأيام مرت قافلة تجار بالقرب من الغابة الهادئة وتأخر عنها جمل من الجمال ولم يستطع أن يلحق بأصدقائه وتاه في الغابة الكبيرة سار الجمل في الغابة الكبيرة وهو لا يعرف أين هو وإلى أين يذهب حتى وصل إلى عرين الأسد في البداية شعر الجمل بالرعب عندما رأى الأسد ولكن الأسد الطيب قال له لاتخف أيها الجمل لن أؤذيك ولكن قل لي :كيف وصلت إلى هنا وماذا تريد؟اطمئن قلب الجمل قليلا وحكي قصته للأسد وطلب منه حمايته ورعايته على أن يكون خادما له في مملكته وينفذ مايطلبه منه فقال الأسد :أعدك بحمايتك ورعايتك فأنت اليوم في رعايتي ولن أجعلك خادما لي بل ستكون من أصدقائي المقربين فرح الجمل كثيرا وشكر الأسد لكرمه وانضم الضيف إلى مجلس الأسد ومرت أيام ووازدادت الصداقة بين الأسد والجمل وأصبحا خير صديقين يحب كل منهما الخير لأخيه ويفضله على نفسه وفي يوم من الأيام ذهب الأسد الى الصيد وكانت فريسته هذه المرة فيلا قويا أخذ يقاتل الأسد ويحاول قتله حتى أصيب الأسد والدماء تسيل منه ورقد في فراشة والتف حوله جميع الأصدقاء محاولين مداواة جروحه .ظل الأسد في فراشه أياما لا يغادره أبدا بدون طعام حتى ساءت حالته و أصبح ضعيفا فظهرت صداقة الثعلب و والذئب و الغراب على حقيقتها وكانت صداقة مصلحة فلقد ابتعدوا جميعا عن الأسد تخله عنه في مرضه بعد أن اصبح لا يقدر على الصيد واطعامهم ولكن الجمل الطيب كان شديد الحزن على حال الأسد ولكنه لا يملك أن يفعل أي شيء فكر الجمل أن يذهب إلى أصدقاء الأسد و قال لهم :إن حال الأسد في سوء يوما بعد يوم و يجب عليهم أن يجدوا حلا سريعا ليستعيد الأسد عافيته واقترح عليهم أن يخرجوا للصيد ويأتون بفريسة يأكل منها الأسد حتى يشبع ويسترد صحته وبذلك يكمن أن يردوا جميل الأسد .قال الثعلب المكار :معك حق أيها الجمل الطيب ولكننا ضعاف لا نقوي على السير خطوة واحدة ولا يمكننا الخروج للصيد ولكن نعدك أن نحاول حل المشكلة .وبالفعل اجتمع الأصدقاء الثلاثة واتفقوا على أمر ما وذهبوا إلى الأسد في غياب الجمل وقالوا له : إن حالتك الصحية ساءت كثيرا وانت بحاجة إلى وليمة لكي تستعيد صحتك عليك أن تأكل الجمل فهو صيد ثمين و فير اللحم ولذيذ غضب الأسد كثيرا ورفض وأعلن أخلاصه للجمل حاولوا كثيرا أن يقنعوه ولكنه أصر في الرفض لم يتوقف الأصدقاء الإشرار على ذالك ولكنهم ذهبوا إلى الجمل وقالوا له إن كلامك أثر فينا فينا تأثيرا كبيرا فنحن جميعا فداء صديقنا الأسد فما رايك أن نذهب جميعا إلى الأسد ويعرض كل واحد فينا نفسه على الأسد وهو يختار من يريد أن يأكله فرح الجمل الطيب بهذا الكلام الجميل ووافقهم على هذا الرأى السليم وهو لايدري المسكين مايدبرونه له في هذا الوقت استرد الأسد بعض عافيته ولكنه كان جائعا جدا فخرج يبحث في الغابة عن طعام يتقوى به ويستعيد صحته وفعلا وجد الأسد أرنبا شاردا فهجم عليه وأكله ولكن الأرنب صغيرا ولايكفي الأسد فساؤ الأسد يبحث عن فريسة أخرى حتي وجد قطيعا من العزلان فهجم عليهم بكل قوته حتي ظفر بغزال سمين وعندها أكل الأسد حتى شبع وتعافى من المرض ورجع إلى عرينه ونام الأسد فى فراشه مستظهرا المرض لينظر ماذا سيفعل أصدقاؤه معه هل سيساعدونه ويضحون من أجله وهو الذي كان يوفر لهم الطعام دائما ولا يتأخر عنهم أبدا أم سيستغنون عنه لضعفه و عدم قدرته على الصيد .والأن سيعرف الأسد من الوفي منهم ومن الناكر للجميل . وحينها ذهب الأصدقاء جميعا إلى الأسد وأخذ كل منهم يقول :إن لحمى سيئ يامولاي ولولا ذلك لكنت أكلتني حتى جاء دور الجمل الطيب الذي قال :أما أنا يامولاي فلحمي شهي وفير ويمكنك التهامي حتى تشبه وتشفى وتسترد صحتك وحينها شكر الأسد الجمل الوفي وقال له شكرا ياصديقي العزيز لقد رددت الجميل الآن وأنا لست بحاجة إلى الطعام فقد شفاني الله ورزقني من الطعام ما أعاد لي قوتي وعافيتي ولست بحاجة أيضا لهؤلاء الأصدقاء الذين لم يقابلوا الإحسان بالإحسان ولم يقفوا معي في وقت الشدة وإن شئت لأنتقمت منهم ولكني سأكتفي بطردهم من الغابة حتى يكونوا عبرة لغيرهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه
وايضا قال عليه اافضل الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق